الخميس، 9 سبتمبر 2010

فضل العلم والعلماء



ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم .....على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقد كلّ امرئ ما كان يحسنه... ..والجــاهــلون لأهل العلم أعداء
ففــز بعلــم تعــش حياً به أبداً ......الناس موتى وأهل العلم أحيـاء


 عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع » ، وعنه صلى الله عليه وسلم « أنه دعا لابن عباس رضي الله عنهما، فقال: اللهم فقّهُّ في الدين وعلمه التأويل » وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ».

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « طلب العلم فريضة على كل مسلم »، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « العلم عِلْمان، علم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم ».

« وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين » حديث حسن لغيره.

وعن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية رضي الله عنه وأرضاه خطيباً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من يرد الله به خيراً يفقه في الدين » مفهوم المخالفة أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقه في الدين .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "تعلّموا العلم وعلّموه الناس، وتعلّموا له الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه".
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في وصيته للكميل قال: "العلم خير من المال؛ العلم يحرسك و أنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق. العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد سلم في الإسلام سلمة لا يسد".
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: "أُغدُ عالماً أو متعلماً، ولا تغدوا بين ذلك" أو قال "كن عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالثة فتهلك".
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه: "تعلموا العلم فإن تعلّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والدين عند الأخلاق، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم، وأئمة في الخلق يقتفي آثارهم، و ينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبّهم بأجنحتها تمسحهم، حتى كل رطب ويابس لهم مستغفِر، حتى الحيتان في البحر وهوام وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها.

ولأن العلم حياة القلوب من العمى، ونور الأبصار من الظلم، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأحرار، ومجالسة الملوك، والدرجات العلا في الدنيا والآخرة، والفكر به يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام به يطاع الله عز وجل، ويعبد به الله جل وعلا، وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام، إمام العمل؛ والعمل تابع له، يُلْهَمُه السعداء ويُحْرَمُهُ الأشقياء".

و قال أيضاً رضي الله عنه وأرضاه: "العالم والمتعلم في الأجر سواء، وسائر الناس همج لا خير فيهم"، فأربأ بنفسك -أخي- وكن عالماً أو متعلماً.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: "مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها".
قال فضيل بن غزوان رحمه الله: "كنا نجلس أنا وابن شبرمة وأناس نتذاكر الفقه، ربما لم نقم حتى نسمع النداء" أي نداء صلاة الفجر.
قال الإمام أحمد: "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام و الشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين في حاجته إلى العلم بعدد أنفاسه".

العلماء هم السادة وهم القادة الأخلاء وهم منارات الأرض، العلماء ورثة الأنبياء وهم خيار الناس المراد بهم خيراً، المستَغْفَرِ لهم.

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه مرّ بأناس يتشاغلون بالتجارة فقال: "أنتم هنا، وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم في المساجد؟!" ذهبوا فوجدوا حلق العلم وحلق الذكر.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم »، ويا لها من مكانة!!
العالم يأخذ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يفرق بين النبي وبين العالم إلا درجة النبوة.

وروى أحمد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا مناط الخيرية » بالتفقه في الدين.
و قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في حجرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير ».

والعلماء هم أخشى الناس لله، وهم أعبد الناس لله تعالى؛ قال تعالى مادحاً إياهم { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } أي الخشية كل الخشية في قلوب العلماء الذين تعلّموا العلم وصدَقوه عملاً لله جل وعلا. قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علماً، وكفى بالأغترار لله جهلاً". وقيل للشعبي: "يا عالم"، قال: "أنظروا ما تقولون؛ إنما العالم من يخشى الله".

وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: "لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد". وقال علي بن أبي طالب: :"العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته، وهل بعد هذا من خَلَف!!".

وقال المزني: روي عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: "إن الشياطين قالوا لإبليس: يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ولا تفرح بموت العابد، والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه؟ قال: أنطلقوا، فأنطلقوا إلى عابد فأتوه فقالوا: نريد أن نسألك، فقال إبليس: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال هذا الجاهل الذي تعبَّد لله بالجهل فقال: لا أدري، فقالوا: أترونه كفر في ساعة؟ ثم جاوزوه إلى عالم في حلقته يُضحك أصحابه ويحدّثهم، فقالوا: نريد أن نسألك، فقال: سلوا، فقالوا: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقالوا: نعم! قالوا: كيف؟ فقال: يقول كن، فيكون! فقال إبليس: أترون هذا أم العابد؟؟ العابد لا يعدوا نفسه، وهذا -أي العالم- يفسد على عالمَ كثيرة -أي بتعليمه للناس".

والعلماء أخي الكريم، هم الأعلام على طريق الهدى، وهم كالنجوم يُهتدى بهم؛ وقد قال تعالى {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلماء: « فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب »، وشتان، شتان بين القمر وسائر الكواكب.

قال أبو الدرداء: "مثل العالم في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها"، والجهّال في ظلمة لم يستضيئوا بنور العلم ولا بنور العلماء. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه عنهم -الجهّال-: "يميلون مع كل راع لم يتضيئوا بنور العلم" أي لم يحصل لهم من العلم نور يفرّقون به بين الحق والباطل لعدم متابعتهم للعلماء، وعدم تعلمهم منهم العلم.

والعلماء -أخي الكريم- هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. وأيضاً، فإن محبة العالم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه، والعمل بذلك دين يدان به؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته.

والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم، بل الغبطة تكون على هؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها »، فيحد المرء بإحسانه إلى الناس بالعلم والمال. رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه.

وروى أحمد و الترمذي عن أبي كبشة الناري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً و علماً فهو يتّقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه، فهذا بأحسن المنازل عند الله جل وعلا، ورجل آتاه الله علمه ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيّته، وهما في الأجر سواء ».

قال إبراهيم بن أدهم: "لو علِم الملوك ما نحن فيه من لذيذ العيش لجالدونا عليه بالسيوف".
وقال ابن الجوزي: "والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة".

روى مسلم أن نافع بن الحارث أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو بعفسان، وكان قد أستعمله على أهل مكة فقال له: "من أستخلفت على أهل الوادي؟" فقال: "أستخلفت عليه بن أبجه" فقال: "من ابن ابجه؟" قال: "رجل من موالينا"، فقال عمر: "أستخلفت عليهم مولى؟" فقال: "إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض" فقال عمر: "ألا إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله يرفع بهذا العلم أقواماً ويضع به آخرين »". وقال سفيان بن عيينة: "أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء".

وقف الزهري على عبد الملك بن مروان فقال له: "من أين قدمت؟" قال: "قدمت من مكة"، قال: "ومن خلفت يسودها؟" قال: "عطاء بن أبي رباح" فقال: "أمن العرب هو أم من الموالي؟" قال: "من الموالي" قال: "فبمَ سادهم؟" قال: "بالديانة والرواية"، ثم سأله عن اليمن ومصر والشام وأهل الجزيرة والبصرة، وهو يذكر له السادة، ويسأله من العرب هم أم من الموالي، فيقول "من الموالي"، فذكر طاووس بن كيسان ويزيد بن أبي حبيب والحسن البصري، ثم ساله عن الكوفة فقال "إبراهيم النخي، أمن العرب هو؟" قال "نعم من العرب" فقال عبد الملك: "ويلك! فرذجت عني، والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد"، فقال له: "يا أمير المؤمنيين، إنما هو دين من حفظه ساد". 

الاسلام دين التسامح






اللهم صلى صلاة جلال وسلم سلام جمال على حضرة حبيبك سيدنا محمد وأغشه اللهم بنورك كما غشيته سحابة التجليات فنظر إلى وجهك الكريم وبحقيقة الحقائق كلم مولاه العظيم الذى أعاذه من كل سوء ... اللهم فرج كربنا كما وعدت " أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " وعلى آله وصحبه أجمعين ...اللهم آمين "
إنه إيمانا منا بأهمية تربية النشء على القيم و المبادئ الدينية , وبأن رسالة الإسلام التي جاء بها محمد (صالله عليه وسلنم) رسالة عالمية،صالحة لكل زمان و مكان،لما تحتوي عليه من القوانين و المبادلات و المعتقدات و العبادات ما من شأنه إدا طبق خير تطبيق، كما تنص عليه الشريعة الإسلامية أن يرفع من شأن هذه الأمة الإسلامية

و انه ليحزن في أنفسنا أن ينعت الإسلام بدين العنف و الإرهاب مع أنه دين التسامح و السلام . و دفاعا عن هذا الدين . و في إطار تربية النشء على هذين المبدأين . جاء اشتغال التلاميذ على هذه البحوث، لنبرهن نحن تلاميذ مدرسة دون بوسكو المستوى السادس على دعوة الإسلام إلى التسامح والسلام بالحجج القاطعة أي بالآيات القرآنية و سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم.




الإسلام دين التسامح

الإسلام دين التسامح والسلام حيث قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) في التسامح " بعثت بالحنفية السمحة" . وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية و من مساواة في غير تفوق جنسي أو تمييز عنصري ، بحيث حثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الدينات حيث قال الله تعالى في سورة البقرة "..آمن الرسول بما انزل إليه من ربه و المومنون كل آمن بالله

و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله".و التسامح ليس هو التنازل أو التساهل أو الحياد

اتجاه الغير، بل هو الاعتراف بالآخر.

إنه الاحترام المتبادل و الاعتراف بالحقوق العالمية للشخص، و بالحريات الأساسية للآخرين وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب يطبعها التنوع و الاختلاف، بحيث قال (صلى الله عليه وسلم ): "الدين هو المعاملة" .

و روي عن عبادة بن الصامت انه قال: " يا نبي الله أي العمل أفضل، قال: " الايمان بالله و التصديق به و الجهاد في سبيله" قال أريد أهون من دلك يا رسول الله قال: " السماحة و الصبر".



أنواع التسامح



* التسامح الديني : وهو التعايش بين الأديان، بمعنى حرية ممارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصب الديني والميزالعنصري.

*التسامح الفكري : آداب الحوار والتخاطب وعدم التعصب للأفكار الشخصية والحق في الإبداع والاجتهاد.

* التسامح الديني : إن المسلم يؤمن بجميع ما أنزل الله تعالى من كتاب، وما أتى بعض رسله من صحف، وأنها كلام الله أوحاه إلى

رسله ليبلغوا عنه شرعه ودينه، وأن هده الكتب الأربعة هي : القرآن الكريم، التوراة، الزبور، الإنجيل.

ويشهد التاريخ بالنزعة الإنسانية للإسلام، وبالتسامح الذي ربط علاقات المسلمين بباقي أهل الديانات الأخرى، حيث دعا القرآن إلى مجادلة كل هؤلاء بالتي هي أحسن ومحاولة إقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة يقول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين". سورة النحل الآية 125. وبهذا المنهج الرباني قام الإسلام على مبدأ عدم الإكراه قال تعالى : " لا إكراه في الدين "سورة البقرة الآية 256. وهذا عمر بن الخطاب يطبق ما رسمه الله تعالى للدعاة حين دخل بيت المقدس فأعطى الأمان لسكانها من النصارى " أن لا تسكن مساكنهم ولا تهدم ولا ينقص من أموالهم شيء ولا يكرهون على دينهم"



أسس التسامح في الإسلام

1-لقد رسَّخ الإسلام تحت عنوان التسامح أشياءَ كثيرة، فلقد رسَّخ في قلوب المسلمين أنَّ الديانات السماوية تستقي من مَعينٍ واحد، من أجل التسامح، فقال القرآن الكريم : ( شرع لكم منَ الدِّين ما وصَّى به نوحا ًوالذي أوحينا إليك وما وصَّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أنْ أقيموا الدِّين ولا تتفرقوا فيه ) .

2- رسَّخ الإسلام من أجل التسامح في قلوب المسلمين أنَّ الأنبياء إخوة، لا تفاضلَ بينهم مِنْ حيث الرسالة، ومن حيث الإيمان بهم، فقال القرآن الكريم : ( قولوا آمنَّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحَق ويعقوب والأسباط وما أوتيَ موسى وعيسى وما أوتيَ النبيون مِنْ قبلهم لا نفرِّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون ) . لا نفرِّق بين أحدٍ منهم، لا نفرِّق على الإطلاق، فالكلُّ في نظرنا أنبياء، ونحن له مسلمون.

3- لقد رسَّخ الإسلام تحت قنطرة التسامح أنْ لا إكراه في الدين، فالعقيدة ينبغي أنْ يستقبلها القلب والعقل بشكلٍ واضح، وبشكل جليٍّ :
( لا إكراه في الدِّين قد تبيَّنَ الرُّشد منَ الغَيِّ فمَنْ يكفر بالطاغوت ويؤمنْ بالله فقد استمسكَ بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) .

4- لقد رسَّخ الإسلام من أجل التسامح أنَّ أمكنة العبادات على اختلافها محترمةٌ في نظر المسلمين، فها هو القرآن يقول: ( ولولا دفعُ الله الناسَ بعضهم ببعض لهدِّمتْ صوامعُ وبِـيَعٌ وصلواتٌ ومساجدُ يذكَر فيها اسـم الله كثيرا ) .

5-لقد رسَّخ الإسلام من أجل التسامح أنَّ هؤلاء المسلمين ينبغي أنْ ينظروا إلى غيرهم على أنَّهم بشر، يجادلونهم بالتي هي أحسن، فقال القرآن الكريم: ( ولا تجادلوا أهلَ الكتاب إلا بالتي هي أحسن)

6- لقد رسَّخ الإسلام في قلوب المسلمين من أجل التسامح البِر بأهل الكتاب، وحُسْنَ الضيافة لهم، فها هو القرآن يقول للمسلمين : ( وطعام الذين أوتوا الكتابَ حلٌّ لكم ، وطعامكم حلٌّ لهم ... ) .

7-لقد رسَّخ الإسلام في قلوب المسلمين أنْ لا عداوة بين المسلمين وبين غيرهم، لمجرَّد كونِهم غير مسلمين، وتركَ الأمر ليوم القيامة، اللهمَّ إلا إذا اعتدى هؤلاء على المسلمين، إلا إذا وقف هؤلاء في طريق دعوة المسلمين حجرَ عثرة، عند ذلك قال القرآن الكريم : ( وقالت اليهود ليست النَّصارى على شيءٍ، وقالت النَّصارى ليست اليهود على شيءٍ، وهم يتلون الكتاب، كذلك قال الذين لا يعلمون مثلَ قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) .

لقد رسَّخ الإسلام في قلوب المسلمين كلَّ هذه الأسس ليحدِّد التسامح المطلوب مِنْ إنسانٍ يعيش على وجه هذه البسيطة، وليمارس هذا التسامح ممارسةً رائعة، تنبثق من إنسانٍ بعث ليؤكِّد للناس إنسانيته الرائعة



شواهد من التاريخ الإسلامي على تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم




* إنَّ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم استقبل وفد نصارى الحبشة، وأكرمهم بنفسه وقال : " إنَّهم كانوا لأصحابنا مكرمين، فأحبُّ أنْ أكرمهم بنفسي " .

* استقبل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وفد نصارى نجران، وسمح لهم بإقامة الصلاة في مسجده.

* استقبل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم هديةً من المقوقس في مصر، وهي الجارية التي أنجبت إبراهيمَ ولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ وقف فقال: " استوصوا بالقـبـط خيرا، فإنَّ لي فيهم نسبا ً وصهرا " .

(القبط هم عرب مسيحيين يستقرون إلى الآن بمصر)

* و كمثال أيضا على التسامح في حياة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ذلكم الرجل المشرك مُطعِم بن عدي، الذي قدَّم مساعدة للنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم دخل النبيُّ (ص) في حِماه، حينما عاد من الطائف، دخل في حماه إلى مكة،ثمَّ ذهبت الأيام، وتوالت، وإذ بمطعم يموت كافرا ً، أما وأنَّه قدَّم خدمة للنبيِّ (ص) فقد وقف حسان الشاعر المسلم رضي الله عنه، فرثاه فقال قصيدته التي أوَّلها :
فلو أنَّ دهراً أخلدَ مجدَه اليوم واحداً لأخلدَ الدَّهرُ مجدَه اليوم مطعما،ًفبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

* إنَّ التسامح ملحوظٌ يوم جاءت فاطمة، وهي صغيرة السِّنِّ رضي الله عنها وأرضاها إلى أبيها صلى الله عليه وآله وسلم ، تشتكي لطـْمَ أبي جهلٍ لها - لطمها أبو جهل - فقال لها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : " اذهبي إلى أبي سفيان واشتكي له " وذهبت إلى أبي سفيان، وقالت له القصة، فأخذها أبو سفيان وكان مشركاً، وقال لها :الطمي أبا جهلٍ كما لطمك ، فلطمته وعادت، فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، فرفع يديه إلى السماء وقال : " اللهمَّ لا تنسها لأبي سفيان " . يقول ابن عباس : فما أظنُّ أنَّ إسلام أبي سفيان إلا استجابةً لدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه .

* روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم  كان يحضر ولائم أهل الكتاب ويشيع جنائزهم ، ويعود مرضاهم ، ويزورهم ،ويكرمهم حتى روي أنه لما زاره وفد نصارى نجران فرش لهم عبائته ، ودعاهم إلى الجلوس.



شهادة بعض علماء الغرب عن التسامح في الاسلام



وقد شهد كثير من المسيحيين واليهود بتسامح الإسلام قال السيد توماس أرنولد في كتابه " الدعوة إلى الإسلام" : " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم مند القرن الأول للهجرة، واستمر هدا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام إنما اعتنقته عن اختيار وإرادة وحرية، وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد عل هذا التسامح". وهذا درس عملي لما ينبغي أن يكون عليه التسامح الديني الذي يجب أن ينبع بنفس النهج الذي سلكه السلف الصالح، وأن ينطلق من موقف القوة والاعتزاز لا من موقف الضعف والاستسلام.



دعوة الإسلام إلى السلام :

عرف الإسلام منذ فجره بدعوة السلام، الذي هو عنوانه ومادته التي اشتق منها.

* بنى علاقة المسلمين بعضهم ببعض على المحبة والأخوة. قال الله تعالى: " إنما المومنون إخوة " سورة الحجرات الآية 10.

*بنى علاقة المسلمين مع غيره من الأجناس والأمصار على التعارف والتعاون . قال الله تعالى : " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أثقاكم" سورة الحجرات الآية 13.

*قضى على مظاهر التفرقة والطبقية وسوى بين الأفراد في الحقوق والواجبات، وأمر المومنين كافة بالدخول في السلم حتى يتسنى لهم تبادل المنافع وإشاعة الخير بينهم، وجعل علاقة المسلمين مع غيرهم قائمة على المسالمة والأمن وعدم الاعتداء إلا إذا اعتدي عليهم فيجب أن يردوا الاعتداء بمثله قال الله تعالى : " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". سورة البقرة الآية 190.

الخميس، 2 سبتمبر 2010

مولانا الحاج احمد رضوان

                                     مولانا الحاج احمد رضوان 


حجته رضي الله عنه:
حج رضي الله عنه حجة واحدة، وكان بصحبته الشيخ صالح عبد الجليل, وروى أنه لم يتكلم طوال إقامته في المدينة إلا خمس كلمات, وقضى عشرة أيام بغير طعام ولا قضاء حاجة.
قال رضي الله عنه: مررت أثناء ذهابي إلى الحجاز بطريق كان يمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد مرض معي الحاج صالح، وعندما دخلنا المدينة قال لي: اذهب بي إلى طبيب .. فقلت: سوف أذهب بك إلى رسول الله صل الله عليه وسلم .. وعندما وقفت على الشباك كأن لم يكن به مرض ..
وقال رضي الله عنه: إني لم أتألم من أحد، لا في المدينة ولا في مكة، إكراماً لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإن في المدينة متعة الروح والقلب، وفي مكة الصلاة بمائة ألف صلاة، وكان رسول الله عليه وسلم يضع أصبعه في فمه ثم يضعه في التراب ويقول: بسم الله تربة أرضنا، بريق بعضنا ليشفى بها سقيمنا بإذن ربنا .. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعمل تراب المدينة للرقية, ولا يوجد أحد بالمدينة يصاب بالجزام, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (غبار المدينة شفاء من الجزام).
وقال رضي الله عنه: لقد رأيت العيس - أي الجمال - تهيم عند دخول المدينة، فلما ملنا على جبل مفرح الأرواح وذهبنا إلى قباء، وهي أول منزل نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت أخي صالح يقفز من على جمله, وقال: لا أستطيع أن أكون راكباً ما دمنا دخلنا المدينة، وأنشدنا جميعاً:
طـلع الـبدر عـلينا        مـن ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا        مــا دعــا لـله داع
كراماته رضي الله عنه:
كرامات الأولياء هي أمر خارق للعادة لا يقترن بالتحدي، وهي تظهر على يد ظاهر الإصلاح، وهي للأولياء الأحياء والأموات, فالولي لا ينعزل عن ولايته بالموت، وظهور الكرامة دلالة على صدق من ظهرت عليه وعلى صدق أحواله.
وهناك كثير من الدلائل على حدوثها كقول الله تعالى:{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} فجاء بعرش بلقيس من بلاد اليمن إلى بلاد الشام، وهو رجل ليس نبياً ولا رسولاً.
والأثر الوارد عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لينبه أن جيش العدو قادم من الجبل، فقال: (يا سارية.. الجبل)، فسمع سارية نداءه وتنبيهه، وغير هذا كثير وكثير.
وسوف نكتفي هنا بذكر بعض كرامات مولانا الشيخ أحمد رضوان في معرض الاعتراف بفضل الله وعطائه وكريم اختصاصه وعظيم نعمه:
** سلام من إندونيسيا:
- كان أحد علماء الأزهر مبعوثاً إلى إندونيسيا يسمى الشيخ القط، وعند سفره للعودة إلى مصر تأخر عن ميعاد الطائرة ففاته السفر وتركه الزملاء ... فحزن لذلك حزناً شديداً، وبينما هو في حزنه جاءه أحد المشايخ وسأله عن سبب حزنه فأخبره بأمره .. فيسر له السفر، ولحق بزملائه في إحدى جزر إندونيسيا, ولم يعرف الشيخ القط عن الشيخ الصالح هذا شيئاً إلا قبل أن يفارقه حمله أمانة فقال له: بلغ سلامي إلى الشيخ أحمد رضوان فى مصر، ومرت السنوات وانتهت بعثته في إندونيسيا, ونسي ما أوصاه به الشيخ هناك .. وبعد خمس سنوات زار الساحة الرضوانية، وكان يحمل في نفسه اعتراضاً على كرامات الأولياء، وما خص الله به أولياءه من عطاء وكرم, وعندما دخل على الشيخ أحمد رضوان رضي الله عنه, نظر الشيخ إليه .. وسأله: أليس لنا أمانة عندك؟ فوجم الشيخ القط!! وفكر كثيراً ثم سأل أي أمانة يا سيدي؟ فقال مولانا: السلام الذي أوصاك الشيخ عثمان في إندونيسيا أن توصله إليَّ ، فاندهش الرجل فقال له الشيخ: لا تندهش, انظر .. ثم وضع الشيخ كفه أمام عينيه فنظر الرجل فرأى إندونيسيا كأنها في كف الشيخ, ورأى الأماكن التي كان بها هناك كأنها أمام عينيه تعرض في مشهد تفصيلي، فازداد وجله وخوفه ودهشته، وأقر أن لله رجالاً اختصهم بعطاياه وأكرمهم بأسراره ..
ونظم أحد أحباب الشيخ في هذا الحدث شعراً عن الشيخ القط ومولانا، فقال:
والـقط شـاهد مـنك أي كرامة
فـي إندونيسيا ذاك ما لا يكتم
فأريته من بين أصابعك البلاد
ومـا جرى فيها فأصبح يسلم
فـكـأنـما الـدنـيـا بـكـفك لـعـبة
ذاك هو الزهد الصفي المحكم
** صلاة في المسجد الحرام:
- كان السيد محمد علوي المالكي ضيفاً على الساحة الرضوانية فى يوم جمعة, وهذا اليوم معروف لدى أحباب الشيخ، لاجتماع الناس من معظم البلاد لحضور صلاة الجمعة في الساحة، وقبيل أذان الجمعة غطى الشيخ نفسه بغطائه، فلما أذن للصلاة قال بعض الحاضرين: أيقظوا الشيخ، وقال بعضهم الآخر: إنه في حالة استغراق فدعوه .. فتركوه، فلما فرغت الصلاة، وبعد فترة نزع الشيخ الغطاء من على رأسه، ثم صاح في الحضور: كيف لا توقظوني للصلاة، واشتد صياحه، وسمع السيد محمد علوي المالكي بذلك وهو جالس، ثم سافر بعدها إلى مكة المكرمة وقص ما حدث على أبيه، فأخبره أبوه أن الشيخ أحمد رضوان كان عندنا، وشهد الجمعة في مكة، وألقى درساً في بيتنا، وكان عنوانه: الحب في الله والتأدب بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فأرسل الشيخ محمد علوي المالكي رسالة عاجلة للشيخ، جاء فيها:
الحمد لله على أفضاله، والشكر لله على نواله، وصلى الله على الجد الأعظم والرسول الأكرم سيدنا ومولانا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وورثته الأمجاد الذين قاموا بالدعوة الإسلامية وهداية الأمة المحمدية، لنفوسهم باذلين، وبأموالهم مضحين، وجنوداً في الميدان واقفين، وحكاماً بالعدل عادلين، وعلماء بالحق ناطقين، وأغنياء للإنفاق مستعدين، وفقراء لله مخلصين سائلين, أخص منهم سيدي ومولاي تاج العارفين وجوهرة العقد الثمين ومحبوب حضرة النبي الأمين وإمام الواصلين , بقية السلف وزينة الخلف، العالم العامل زبدة السادة الأماثل الأصيل، عميد أهل التصوف، ومجلي كنوز دقائق أهل التشوف، الشريف الشيخ أحمد رضوان.
من المحب المستهام ببلد الله الحرام: محمد الحسن بن علوي المالكي الحسني، عبد خامل ليس بعالم ولا عامل.
إلى مقام سيدي .. رجاء الدعاء الذي هو منكم مسئول، وبكم مقبول، ولكم منا مبذول بجاه سيدي الرسول وأصحابه الفحول.
وصلني خطابكم تشتكون فيه البعد عن الحضرة والمقام، وما هذا إلا دعوى مستخف، وما هو إلا جليس الحضرة، وكما قال قائلكم :
يـا سـائرين إلـى الـبيت العتيق لقد
سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا
إنـا أقـمنا عـلى عـذر وقـد رحـلوا
ومــن أقـام عـلى عـذر فـقد راحـا
ولقد شهدتم الجمعة والحمد لله بمكة، وألقيتم درساً في بيتنا عنوانه: الحب في الله والتأدب بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما عن مكة وجوار البيت فأسأل الله أن يرزقنا الأدب، وهذا دعاء الوالد دائماً: اللهم إنا جيران بيتك وإن أسأنا, واقفين على أعتابك وقد أذنبنا، فعافنا واعف عنا، وامح الذي كان منا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، فعاملنا بما أنت له أهل، ولا تعاملنا بما نحن له أهل إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
ولكن يا سيدي ما زلنا مغموسين في المعاصي والمآثم، راجين منكم الدعاء.
سلامي للفاضل الجليل والعالم القدير ابن أبيه السيد محمد وإخوانه جميعاً، وهو لكم من والدي ودمتم.
خادمكم: محمد علوي المالكي              
** استجابة الله لدعائه:
كان رضي الله عنه ضيفاً على الحاج أحمد عبد المالك في الأقصر, فقام إلى ملابسه وطلب ماء وإناء لغسلها .. فحاول أهل البيت وأحبابه غسلها فأبى .. ونهاهم أن يقتربوا منها، ثم ظل يغسل حتى دخل عليه أحد الأحباب، فوجد الشيخ يغسل ملابسه وأحبابه واقفين في غاية التأثر .. فسألوه أن يتوسط عند الشيخ ليغسلوا معه، ففعل فأبى الشيخ . فقال له المحب: ائذن لي أنا فقط أن أغسل معك فوافق، وعند الانتهاء من الغسيل حملها بنفسه إلى سطح المنزل، فوجدوا السماء وقد ملأها الغيم، وكانوا معه فوقف ثم بكى رضي الله عنه، وقال: لن أبرح المكان حتى تطلع الشمس، وأخذ يتضرع إلى الله فإذا بالهواء يهب والسحاب تنقشع، وإذا بالشمس تطلع فينشر رضي الله عنه غسيله، وقد شهد هذا عدد من أحبابه رضي الله عنه.